أهمية التغذية الجيدة للأطفال
نحن ندرك جميعنا أهمية التغذية السليمة لضمانالنمو الصحي لأطفالنا. ولكن هل لكافة العناصر الغذائية الأهمية نفسها؟ أو أنّ بعض البروتينات والألياف والفيتامينات مفيدة بشكل خاص للأطفال في هذا العمر؟ إليك بعض المعلومات التي يجب معرفتها لضمان نظام غذائي متوازن للأطفال.
ما هي العناصر الغذائية الأساسية للأطفال؟
يساهم التوازن الصحيح بين العناصر الغذائية الأساسية بمساعدة الأطفال في نموهم الجسدي والعقلي. كما تساعد جرعة مناسبة من البروتينات في بناء الأنسجة العضلية وصيانتها وإصلاحها بينما يعزز النظام الغذائي الغني بالألياف عملية الهضم والأداء السليم للأمعاء. هذا ومن المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أنّه في حين أنه غالباً ما يُنظر إلى الدهون والكربوهيدرات نظرة سيئة في النظام الغذائي الصحي للبالغين، إلا أنّها تشمل العديد من الفوائد للأطفال. وبشكل خاص الأوميغا-3 والأوميغا-6 والأحماض الدهنية. أما الكربوهيدرات المتواجدة في المصادر الطبيعية فهي توفر للأطفال كل الطاقة التي يحتاجونها خلال يومهم. ومع المدرسة والواجبات المدرسية والأنشطة الرياضية وصفوف الهوايات، هم يحتاجون إلى كمية كافية من الطاقة!
إليك بعض الأمثلة على:
الأغذية الغنية بالبروتين | الأغذية الغنية بالألياف | الأغذية الغنية بالكربوهيدرات الجيدة | الأغذية الغنية بالكربوهيدرات المفيدة |
|
|
|
|
ما هي أكثر الفيتامينات أهمية للأطفال؟
إن فهم الفيتامينات الهامة أمر أسهل مما تتخيلين. يجب حفظ الاختصار ABCDEK:
الفيتامين A
يؤدي الفيتامين A دور طبيب العيون. فهو يحسّن صحة العيون. كما أنّ له فوائد أخرى، بما في ذلك تقليل الالتهابات وتقوية جهاز المناعة وتحسين مظهر البشرة. نجده في الخضار والفاكهة الملونة مثل الجزر والبطاطا الحلوة والسبانخ والقرع والكرنب الأجعد والشمام والمشمش والفليفلة الحمراء والبروكلي والمانجو، كما أنه يساعد على تحسين البصر وتقوية العظام وتعزيز نمو الشعر وصحة الأظافر والجلد فضلاً عن المناعة ضد حالات العدوى الشائعة.
الفيتامين B
الفيتامين B هو ليس مجرد فيتامين واحد وإنما مجموعة من الفيتامينات الأساسية. وعلى غرار مختلف الأعضاء في فرقة موسيقية ، يؤدي كل واحد دوره. وتشمل هذه المجموعة الفيتامينات B1 و B2 و B3 و B5 و B6 و B7 و B12. وتعمل هذه الفيتامينات معاً على تحسين عملية التمثيل الغذائي في جسم طفلك وتساهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء. أما الحبوب مثل القمح والشوفان واللحوم والأسماك والبيض والحليب والزبادي والخضار الورقية الخضراء والفاصوليا أو البازلاء الخضراء فتحتوي على هذا الفيتامين بشكل وفير. وإذا كان طفلك لا يتقبّل تناول هذه الأغذية، اسألي طبيبك عن المكملات الغذائية المتعددة الفيتامينات المناسبة لعمره التي يمكن أن تزيد من محتوى الفيتامين B في جسمه.
الفيتامين C
يؤدي الفيتامين C نوعاً ما دور الضمادة في عائلة الفيتامينات. فهو يساعد على إصلاح خلايا الدم الحمراء والعظام والأنسجة ويسرع التئام الشقوق والجروح ويحسن صحة الأوعية الدموية واللثة. تعد الجوافة والبرتقال والفراولة والجريب فروت الوردي والشمام والمانجو مصادر ممتازة للفيتامين C للأطفال.
الفيتامين D
الفيتامين D هو فيتامين الشمس باعتبار التعرض للشمس أفضل طريقة لامتصاص هذا الفيتامين. فذلك يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم ويؤدي دورا مهما في الحصول على عظام وأسنان قوية. ولا شك أنّ العظام القوية تجعل الأطفال أقوياء. أما في الأيام التي يكون فيها الجو حاراً جداً بحيث لا يمكن الخروج، يعتبر سمك السلمون وسمك الماكريل وصفار البيض والزبادي وعصير البرتقال والحليب أو الأجبان بدائل جيدة لحصول الأطفال على الجرعة اليومية التي يحتاجونها من الفيتامين D.
الفيتامين E
الفيتامين E هو فيتامين القوة. ونجده بشكل شائع في المكسرات والبذور مثل اللوز أو بذور دوار الشمس أو الفول السوداني، وهو يمنع حدوث الالتهابات ويعزز الجهاز المناعي للجسم في مكافحة الجراثيم. لذلك، لا حاجة لمنع أطفالك من اللعب وتوسيخ أيديهم من حين لآخر.
الفيتامين K
يمكننا أن نطلق على فيتامين K اسم "وولفيرين". فهو يساعد في الحفاظ على عدد كبير من الصفائح الدموية عند الأطفال. وبمعنى آخر، يساعد الدم على التخثر بسرعة عندما يسقط طفلك أو ينجرح. ويعد البيض واللحوم والأسماك والكبد والخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ والكرنب الأجعد والملفوف والبروكلي والهليون والقرنبيط مصادر ممتازة لهذا الفيتامين. وتساهم هذه الأغذية معاً في الحفاظ على نشاط الأطفال وحيويتهم وتعزيز مناعتهم ضد العدوى والأمراض الشائعة وجعلهم أكثر ذكاءً وأكثر يقظةً وأقل عرضة للشعور بالامتعاض والغضب.
لماذا يُعتبر الحديد مهماً للأطفال؟
يعد الحديد أحد أهم العناصر الغذائية لطفل في طور النمو. فقد تجعل مستويات الحديد المنخفضة في جسم الطفل يعاني من الخمول وفقدانه للطاقة وفي بعض الحالات حتى من إصابته بفقر الدم. وتتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للحديد في أنّه يساعد في إنتاج الهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين اللازم للجسم في كل أنحائه. وبالإضافة إلى ذلك، يساهم مستوى مناسب من الحديد في الجسم في نمو الدماغ. ويمتص جسم طفل في طور النمو الأغذية مثل الأسماك واللحوم الحمراء بسهولة. لذلك، يجب على النظام الصحي والمتوازن للأطفال أن يتضمن يومياً حصة واحدة على الأقل من اللحوم أو الأسماك.
قد يكون الأطفال بين عمر السنة والثلاث سنوات صعبي المراس في تناول أغذية معينة ويرفضون ذلك. وبالتالي، ليس من السهل دائماً ضمان حصولهم على حصتهم اليومية من الحديد. في هذه الحالة، يمكن أن تكون مكملات الحديد مفيدة جداً لهم.
شجعي طفلك على تناول كل لون من ألوان قوس قزح
لطالما كان جعل الأطفال يتناولون الطعام الصحي تحدياً كبيراً للأهل. ولتحقيق ذلك، قد يكون من المفيد الاحتيال على الأطفال من خلال الجمع بين ما يجب إطعامهم وما يريدون تناوله. فإذا كان هناك شيء يكرهه الأطفال الصغار فهو الرتابة. وهنا يأتي دور لوحة الألوان. إذ أن تحضير طبق ملون يفي بالغرض. فيكون بذلك الطبق مثيراً للاهتمام بقدر ما هو مغذي. دعونا نلقي نظرة عن كثب.11
إليك بعض الأمثلة عن فاكهة وخضار مشكلة في لوحة قوس قزح:
- الفاكهة والخضار الحمراء مثل الطماطم والفراولة وتوت العليق الأحمر والبطيخ، إلخ.
- الفاكهة والخضار البرتقالية مثل الفليفلة والجزر والطماطم والدراق والبرتقال واليقطين والقرع، إلخ.
- الفاكهة والخضار الصفراء مثل الموز والأناناس والخوخ والشمام والذرة، إلخ.
- الفاكهة والخضار الخضراء مثل البروكلي والكرفس والكرنب الأجعد والخس والسبانخ وكرنب بروكسل والكيوي والتفاح الأخضر، إلخ.
- الفاكهة والخضار الزرقاء والبنفسجية مثل العنب البري والتوت والباذنجان والتين والشمندر والخوخ والعنب، إلخ.
ستضمنين بطبق مليء بألوان مختلفة مع أغذية متنوعة ذات خصائص غذائية تكميلية حصول طفلك على نظام غذائي شهي ومتوازن في الوقت نفسه. و من المهم للتأكد من أنّ طفلك يتناول الكمية المناسبة من كل فئة غذائية فهم الهرم الغذائي المكون من ست طبقات للأطفال الذين يتجاوز عمرهم السنة الواحدة. يجب تضمين عنصر واحد على الأقل من كل طبقة في كل وجبة للحفاظ على نظام غذائي متوازن لطفلك:
ومع ذلك، تذكري أنّ الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لطفلك ويوصى بها بشدة باعتبار أن حليب الأم يحتوي في الواقع على العناصر الغذائية الأساسية والأجسام المضادة والبروبيوتيك التي يحتاجها طفلك. ويوصى بالتالي بالرضاعة الطبيعية خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل مع رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الستة الأولى.
ويسمح ذلك بتوفير كافة العناصر الغذائية اللازمة للأطفال مع تقديم مجموعة متنوعة لهم من الأغذية وجعلهم يتذوقونها. أما توفير لهم المزيد من التنوع فلا يعد بالضرورة الحل الأكثر فعالية. وقد يؤدي أحيانا تقديم الطعام نفسه بطرق أكثر ابتكاراً إلى إضافة لمسة أكثر جاذبية دون خسارة المحتوى الغذائي. ويمكنك بذلك تقطيع الخضار مثل الجزر والشمندر من خلال صنع أشكال مضحكة أو خلق شخصيات بشرائح الجبن أو مجرد ترتيب محتوى الطبق بشكل يمثل مختلف الحيوانات، ما يثير الأطفال ويشجعهم على تذوق كل ما يوجد في طبقهم ويجعل ذلك أداة تعليمية فعالة.
وقد يبدو ضمان تغذية صحيحة لطفلك أمراً معقداً، ولكن لا شك أنّك ستتمكنين بمجرد إتقانه من القيام به بدون أية صعوبة مع مرور الوقت. وحتى مع اتباع تغذية متنوعة، قد يكون من الصعب تزويد طفلك بكمية الحديد التي يحتاجها يومياً.
- جيمس أ. جوزيف، دانيال أ. نادو وآن أندروود، 2002. The Color Code: A Revolutionary Eating Plan for Optimum Health (كود الألوان: خطة تناول الطعام الثورية للحفاظ على صحة مثلى). هايبيريون، نيويورك.
قراءة متعمقة
لا يزال جهاز مناعة طفلك الصغير في طور النمو وسيستمر في النمو خلال السنوات الثلاث الأولى.
الرضاعة الطبيعية أفضل تغذية لطفلك ويوصى بها بشدة باعتبار حليب الأم يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية والأجسام المضادة والبروبيوتيك التي يحتاجها طفلك.