رغم أنّ طفلك يبدو أشبه أكثر فأكثر بشخص بالغ صغير في كل يوم، إلا أنّه لا يزال أمامه الكثير من مراحل النمو كما أن احتياجاته الغذائية تختلف عن احتياجاتك. صدقي أو لا، يحتاج طفلك بين عمر السنة والسنتين إلى طاقة أكثر بثلاث مرات تقريباً من حجمه مقارنةً بالبالغين. وعندما تدركين أنّ بطنه أصغر بثلاث مرات تقريباً، يسهل عليك معرفة سبب أهمية كل قطعة طعام.

ولا يزال حليب الأم جزءاً رئيسياً من النظام الغذائي لطفلك. ومع الرضاعة الطبيعية، من الضروري أن يتبع طفلك نظاما غذائيا صحيا ومتوازنا لتزويده بالتوازن الصحيح بين العناصر الغذائية التي يحتاجها لتحقيق النمو الأمثل. ويعد الحديد والفيتامين D عنصرين غذائيين مهمين لهذه المرحلة.

ويؤدي الحديد دوراً مهماً في العديد من وظائف الجسم كما أنه عنصر غذائي رئيسي لنمو الدماغ بشكل صحي وسليم. وتشمل المصادر الجيدة اللحوم والأسماك الزيتية والبيض بالإضافة إلى المصادر النباتية مثل الفاصوليا والخضار الورقية الخضراء. وتحتوي اللحوم والأسماك على حديد الهيم - وهو نوع من الحديد يُستخدم ويُمتص بسهولة أكبر مقارنةً بالحديد غير الهيم الموجود في المصادر النباتية. ويكفي إدخال كميات صغيرة من اللحوم والأسماك في النظام الغذائي لطفلك لتعزيز امتصاص الحديد من مصادر أخرى.

وبما أنّ الأطفال الصغار قد يكونون أحياناً مزاجيين وصعبين فيما يتعلق بالأكل مع شهية محدودة، فالعديد منهم لا يحصلون على ما يكفي من الحديد في نظامهم الغذائي. ومن المدهش أنّ حوالي 30%¹ من الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 12 شهراً وسنتين لا يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها، لذلك يحتاج الأهل إلى إدراك أهمية هذا العنصر المغذي الحيوي². وقد يزداد الوضع سوءاً إذا شبع الأطفال الصغار مع تناولهم الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الحديد بما في ذلك حليب البقر.

وبالتالي، من أجل زيادة تناول طفلك للحديد، حاولي تقديم غذاء واحد على الأقل غني بالحديد كل يوم. وستساعد إضافة الخضار أو قطعة من الفاكهة الغنية بالفيتامين C جسم طفلك على امتصاصه بشكل أكثر فعالية. ويبقى حليبك هو الأفضل لطفلك. أما إذا كان طفلك لا يرضع رضاعة طبيعية، يمكن أن يكون استخدام حليب المتابعة أو حليب النمو المدعم بالحديد خياراً جيداً إذا كنت قلقة بشأن نسبة تناوله للحديد³.

ويعد الفيتامين D بمثابة عنصر غذائي أساسي آخر لهذه المرحلة حيث يدعم نمو عظام طفلك من خلال مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور. ويعد ضوء الشمس على جلد طفلك المصدر الطبيعي الرئيسي للفيتامين D. هذا ويوصى بحصول الأطفال الصغار على 7 ميكروغرام من الفيتامين D يومياً من نظامهم الغذائي. وتعتبر الأسماك الزيتية والبيض والحبوب المدعمة طرقاً ممتازة للمساعدة في تلبية هذا المطلب، ولكن قد يكون من الصعب على الأطفال الصغار تناول ما يكفي من هذه الأطعمة للحصول على المستويات التي يحتاجون إليها.

يبقى حليبك هو الأفضل لطفلك. أما إذا كان طفلك لا يرضع رضاعة طبيعية، يمكن أن يكون استخدام حليب المتابعة أو حليب النمو المدعم بالفيتامين D خياراً جيداً إذا كنت قلقة بشأن الاحتياجات الغذائية لطفلك3.