الثلث الثاني من الحمل: الأسبوع 13 إلى 27
لقد بلغت الثلث الثاني من حملك. وهذه المرحلة بغاية الأهمية لمعظم الأمهات باعتبار أن الوقت قد حان الآن لبدء إعلان حملك لأصدقائك وعائلتك.
ومع نمو طفلك في رحمك، سيخضع جسمك لبعض التغييرات أيضاً خلال الثلث الثاني من الحمل وستؤثر هرمونات الحمل عليك جسدياً وذهنياً. رغم أنّك قد تلاحظين تقلبات قليلة في مزاجك، إلا أنّ الكثير من الأمهات سيشهدن زيادة في مستويات الطاقة، خصوصاً وأنّ غثيان الصباح يميل إلى التلاشي عند دخول الفصل الثاني.
مو طفلك خلال الثلث الثاني من الحمل
يعد الثلث الثاني من الحمل مرحلة مهمة أخرى لنمو طفلك. فهو يصبح أكثر نشاطاً ويبدأ في التحرك أكثر. وعندما تصبحين حاملاً في الأسبوع السابع عشر، تكون كافة الأنظمة الحيوية الرئيسية في جسم طفلك في مكانها الصحيح.
وستتطور حاسة السمع أيضاً لديه. وبحلول الأسبوع الثاني والعشرين، ستكون حاسة السمع لديه جيدة بما يكفي ليهدأ عند سماع صوتك وقد يكون لديه نمط منتظم من النوم واليقظة.
أما بحلول نهاية الثلث الثاني من الحمل، تتطور حواس طفلك الأخرى بسرعة أيضاً وتصبح عيناه أكثر حساسية للضوء.
ما النظام الغذائي الذي يجب أن أتبعه خلال الثلث الثاني من الحمل؟
ولدعم النمو الصحي لطفلك، من الضروري اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل:
- في حين أنّه من المغري استخدام عذر "الأكل لشخصين" أثناء الحمل، لا تحتاجين إلى زيادة السعرات الحرارية التي تتناولينها حتى الثلث الثالث من الحمل. ومع ذلك، لا يزال من المهم اتباع نظام غذائي صحي الآن لضمان حصول طفلك على العناصر الغذائية الأساسية التي ستساعده على النمو والتطور. احرصي بالتالي على تناول الكثير من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والخبز بالحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم مثل الزبادي والجبن لتوفير الكميات اليومية الكافية من الكالسيوم.
- يتطلب دماغ طفلك سريع النمو، خصوصاً في الأسبوع 21، أنواعاً خاصة من أحماض الأوميغا 3 و6 الدهنية المعروفة باسم LCPs (الأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة طويلة السلسلة). ويحصل طفلك على الأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة طويلة السلسلة التي يحتاجها من مخزونك الداخلي عبر المشيمة أثناء الحمل ثم عبر حليبك بعد الولادة. لذلك، يعد تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 مثل الأسماك الزيتية بما في ذلك الماكريل والسردين والسلمون المرقط أمراً حيوياً. ومع ذلك، يُنصح بعدم تناول أكثر من حصتين من الأسماك الزيتية في الأسبوع وعدم تناول مكملات زيت السمك باعتبار بعضها يحتوي على مستويات عالية من الفيتامين A، والذي يمكن أن يكون ضاراً لطفلك.
- بالإضافة إلى دعم نمو العظام، يساعد الكالسيوم العضلات على العمل بشكل صحيح فهو لا يزال عنصرا مهما لنظامك الغذائي المتوازن أثناء الحمل.
- يجب أن يشمل النظام الغذائي الصحي والمتنوع الأطعمة الغنية بالكالسيوم بدءاً من منتجات الألبان قليلة الدسم مثل الجبن أو الزبادي أو الحليب الخالي من الدسم، بالإضافة إلى السردين المعلب وبذور السمسم والخضار الورقية الخضراء والتوفو والفاصوليا البيضاء والتين. وتأتي العديد من الحبوب اليوم مشبعة بالكالسيوم ولا تنسي أن تشربي الحليب الذي يبقى في قاع وعاء الحبوب. ومع تناول منتجات الألبان قليلة الدسم، لن تقللي من تناول الكالسيوم بل ستحصلين فقط على عدد أقل من السعرات الحرارية. وتستمر الأطعمة الغنية باليود مثل الحليب في دعم الوظيفة المعرفية. وتحتاج بالتالي جميع النساء إلى 0.14 ملغ من اليود على الأقل يومياً. وإذا كنت قلقة بشأن مستوى اليود لديك، فتحدثي إلى طبيبك أو قابلتك فبإمكانهما وصف لك المكملات الغذائية إذا لزم الأمر.
- في الثلث الثاني من الحمل خصوصاً بدءاً من الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، يدخل طفلك مرحلة هامة من النمو الجسدي وتطور الدماغ. ويجب أن يتضمن نظامك الغذائي المتوازن مصادر كافية للأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة طويلة السلسلة (LCPs) مثل حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) لدعم هذا النمو السريع للدماغ.
وللحصول على كمية كافية من الأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة طويلة السلسلة، خصوصاً حمض الدوكوساهيكسانويك، حاولي تناول حصة إلى حصتين في الأسبوع من الأسماك الزيتية مثل الماكريل والسردين والتونة الطازجة وسمك السلمون. تجنبي تناول أكثر من الكمية الموصى بها بسبب ارتفاع مستويات الملوثات والزئبق الذي قد تحتويه هذه الأسماك.
فحص "التشوهات"
خلال الثلث الثاني من الحمل، ستجرين فحص الموجات فوق الصوتية في الأسبوع العشرين. ويهدف هذا الفحص إلى التحقق من أنّ كل شيء على ما يرام وأنّ طفلك ينمو بشكل طبيعي.
ويستغرق هذا الفحص حوالي 15 إلى 20 دقيقة. وأثناء هذا الفحص، سيبحث أخصائي التصوير بالموجات فوق الصوتية عن أي تشوهات تطال النمو الجسدي لطفلك وتطوره، كما أنّه سيفحص وضعية المشيمة. وقد يتمكن أيضاً من اطلاعك على جنس طفلك!
صحتك خلال الثلث الثاني من الحمل
الرغبة الشديدة في تناول الطعام وحرقة المعدة
في هذه المرحلة (خصوصاً خلال الأسبوعين السادس عشر والسابع عشر)، تقول العديد من النساء أنّ رغبتهنّ الشديدة في تناول الطعام تزداد والتي يمكن أن تتراوح من أطباق الكاري الحارة إلى الدراق الناضج ومعجون المارميت بسبب محتوى الخميرة فيه.
أما حرقة المعدة وهي ذلك الشعور بألم حاد في منتصف صدرك فهي شائعة أثناء الحمل. وغالباً ما تحدث عند الاستلقاء بعد تناول وجبة طعام حيث يعود حمض المعدة الذي يتم إفرازه لهضم الطعام إلى المريء.
ويمكن أن تساعد هذه النصائح المجربة والمختبرة في منع حدوث حرقة المعدة وتهدئتها:
- تناولي كميات قليلة من الطعام بدلاً من الوجبات الكبيرة
- لا تأكلي قبل النوم مباشرةً: امنحي جسمك بضع ساعات لهضم وجبتك
- اشربي كوباً من الماء لتبريد حرقة المعدة. وتجنبي شرب الحليب باعتباره يجعل حرقة المعدة أسوأ
- نامي عن طريق رفع الجزء العلوي من جسمك قليلاً باستخدام وسائد لإسناد ظهرك ورقبتك
- احصلي على أكبر قدر ممكن من النصائح الطبية ولا تتناولي أي أدوية عسر هضم دون استشارة طبيبك
وزنك وتطوره
مع اقترابك من الثلث الثالث من الحمل، ينمو طفلك بسرعة. وزيادة الوزن أثناء الحمل ضرورية وطبيعية - فهي أساسية لنمو طفلك وتطوره كما أنها تشكل مخزونا غذائيا للرضاعة الطبيعية. ويعتمد الوزن الصحي الذي يُنصح باكتسابه أثناء الحمل على وزنك قبل الحمل. ;إذا كان وزنك طبيعياً، فسيزيد حوالي 10 إلى 13 كلغ أثناء الحمل. أما إذا كنت تعانين من وزن زائد، فزيادة وزنك بحوالي 7 إلى 11 كلغ تعد صحية.
مفعمة بالطاقة
خلال الثلث الثاني من الحمل، ستجدين نفسك على الأرجح مفعمة بالكثير من الطاقة مقارنةً بالثلث الأول. أما إذا كنت ترغبين في ممارسة الرياضة والاستفادة من الطاقة بشكل جيد، فتأكدي من اختيار نشاط آمن. استشيري طبيبك دائماً قبل بدء أي شيء جديد.
قراءة متعمقة
يمكن أن يكون للحمل والولادة تأثير جسدي ونفسي هائل عليك. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل استعادة طاقتك والشعور أنّك "طبيعية" مجدداً.
مع اقترابك من الفصل الثالث من الحمل، يصبح نمو طفلك سريعاً ومن الشائع أن تعاني من الأوجاع والآلام مع زيادة الوزن الذي تحملينه.