الصحة النفسية للرضع - الأشهر الستة الأولى
تشير الصحة النفسية للرضع إلى مدى تطور الطفل على المستوى الاجتماعي والعاطفي منذ الولادة وحتى عمر الثالثة.
ويعتمد الطفل في الأشهر الستة الأولى من حياته بشكل كامل على رعاية أهله. ولا يتعلق ذلك فقط باحتياجاته الجسدية إنما أيضاً بالتنظيم العاطفي والحماية من الإجهاد.
خلال هذا الوقت، لا يدرك الطفل حتى أنّه كائن منفصل عن أمه. فعندما تنظر إليه أمه بكل حب وحنان، فهو لا يراها أمه. إنه يرى الانعكاس الذي تبديه، أي أنّه شخص يستحق أن يكون محبوباً. ويتيح ذلك للرضيع أن يرى نفسه كشخص يستحق كل الحب ويستحق الأمور الجميلة ويرى الآخرين على أنّهم جديرون بالثقة ويمكن الاعتماد عليهم، كما يرى العالم كمكان آمن حيث تنتظره العديد من التجارب الإيجابية.
وفي حين أنّ الطفل يعتمد على أهله إلا أنّه قادر أيضاً على التفاعل معهم وحب ذلك. فهو سيتفاعل مع أفكار وحماس أهله، ما يسمى بالمحادثة الأولية (protoconversation). ويمكننا ملاحظة ذلك عندما "تتحدث" الأم مع طفلها والطفل ينظر إلى وجهها وتصبح شفاهه على شكل O ويتمتم "أوه" أو "آه" استجابة لذلك. ويعد ذلك بمثابة مرحلة مثيرة من التغيير المستمر والتعلّم حيث يعيد الدماغ تنظيم نفسه باستمرار وفقاً للتجارب والتواصل اليوميين بين الأهل والطفل.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ما نوليه اهتماماً كبيراً في هذه الأشهر الأولى يحددنا كأشخاص لأنّ الروابط الأولى تترسخ في دماغنا وتؤثر على علاقاتنا لبقية حياتنا.
وفي حين أنّ كل ذلك قد يبدو معقداً نوعاً ما، فإن تحقيقه في الواقع بسيط جداً: يكفي العودة إلى أساسيات نهج الأبوة والأمومة.
قراءة متعمقة
يؤدي النوم دوراً مذهلاً في نمو طفلك. اطلعي على تأثير العوامل البيئية على نوم طفلك وكيف يمكنك تشجيع عادات النوم الإيجابية في وقت مبكر.
ينمو مختلف الأطفال بوتيرة مختلفة. وباستخدام أداتنا لتتبع نمو الأطفال استناداً إلى بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية، يمكنك مراقبة زيادة وزن طفلك مقارنةً بالأطفال الآخرين من العمر نفسه.
المحتوى غير متوفر