حماية طفلك من الملاريا
ما هي الملاريا؟
الملاريا هي مرض معدٍ شائع ينقله البعوض. يؤدي هذا المرض إلى الإصابة بحمى (درجة حرارة عالية) وقشعريرة وتعرق وأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا عند الأطفال الصغار. وتكون حياة الطفل مهددةً في حال عدم معالجة هذا المرض عند الإصابة به. قد تشكّل الملاريا مرضاً خطيراً عند الرضع والأطفال الصغار. ويمكن الوقاية منها وعلاجها.1
كيف تنتشر الملاريا عند الرضع والأطفال الصغار؟
الملاريا مرض تسبّبه طفيليات من فصيلة المتصوّرات. وتنتقل الملاريا من طفل إلى آخر من خلال لدغات بعوض الأنوفيلة الحاملة لها، التي تُسمّى "نواقل الملاريا". هناك 5 أنواع من الطفيليات التي تسبب الملاريا عند البشر، ونوعان منها - المتصوّرة المنجلية والمتصوّرة النشيطة – ينطويان على تهديد كبير. (المتصوّرة المنجلية هي الأكثر انتشاراً في أفريقيا).1
وباعتبار طفيل الملاريا موجود في خلايا الدم الحمراء للشخص المصاب، فقد يصاب الشخص بالملاريا أيضاً إذا نُقل إليه دم ملوّث. لا تنتقل الملاريا عن طريق الهواء مثل الإنفلونزا، مما يعني أنه لا يمكنك الإصابة بها عند الجلوس بالقرب من شخص مصاب.
إذا كانت الأم مصابة بالملاريا أثناء الحمل، يمكنها نقل المرض إلى طفلها الذي لم يولد بعد إما قبل أو أثناء الولادة. وهذا ما يعرف باسم الملاريا الخلقية.
أما احتمال إصابة طفلك بالملاريا فيقل في الأشهر الثلاثة الأولى من حياته. ويعود ذلك إلى المناعة التي منحتيها لطفلك خلال فترة الحمل وبواسطة حليبك. ولكن مع تقدمه في السن، يفقد طفلك هذه المناعة، ويزداد خطر إصابته بالملاريا. ويكون طفلك أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالملاريا الحادة، بسبب عدم نمو مناعته الخاصة بشكل كامل بعد.
ما مدى انتشار الملاريا؟
تصيب الملاريا 3.3 مليار شخص، أو نصف سكان العالم، في 106 دولة وإقليم. وتعد الملاريا السبب الرئيسي الثالث لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم، بعد الالتهاب الرئوي ومرض الإسهال.2
كما أنّ الملاريا هي السبب الرئيسي الثاني للوفاة من الأمراض المعدية في أفريقيا، بعد فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. فأفريقيا تسجل حوالي حالة وفاة واحدة من أصل 5 حالات وفاة لدى الأطفال دون سن الخامسة بسبب الملاريا.2
هل الملاريا موسمية؟
تسري الملاريا على مدار السنة، إلا انّ عدد الحالات يبلغ ذروته خلال موسم الأمطار وبعده مباشرةً. وذلك لأنّ الطقس الدافئ الرطب والمياه الراكدة يوفران أرضاً خصبة لتكاثر البعوض.
ما هي أعراض الملاريا عند الرضع والأطفال الصغار؟
تبدأ الأعراض عادةً بالظهور بعد حوالي ثمانية أيام إلى ثلاثة أسابيع من التعرّض للدغة البعوضة المصابة، ولكنّها قد تظهر قبل أو بعد الفترة المذكورة.4
انتبهي إلى هذه الأعراض:
- حمى
- ارتجاف
- سعال وزكام
- تهيج ونعاس
- فقدان الشهية
- إسهال، غالباً مع براز أخضر اللون
- أرق
- تقيؤ
- ألم في المعدة
- يعاني بعض الأطفال الصغار من انخفاض في درجة حرارة الجسم بدلاً من الحمى
- نوبات صرع
- تنفس سريع
- وهن4
ماذا أفعل إذا ظهرت على طفلي أعراض الملاريا؟
إنّ معظم أعراض الملاريا شائعة أيضاً في الإنفلونزا. لذا، إذا أصيب طفلك بالحمى والقشعريرة، عليك الاتصال فوراً بطبيبك.
إجراء فحص الدم للتحقق من وجود طفيليات الملاريا كافٍ للتأكد من إصابة طفلك بالملاريا أم لا. إذا رأى طبيبك أنّ طفلك مصاب بالملاريا، فمن المرجح أن يقدم له العلاج أثناء انتظار ظهور نتائج فحص الدم. إنّ استشارة طبيبك بسرعة هي أفضل طريقة للحفاظ على سلامة طفلك.4
إذا أكّد التشخيص أنّ طفلك مصاب بالملاريا، فهو سيحتاج إلى:
- الكثير من الراحة والسوائل
- الطعام الصحي
- الاستخدام المتكرر لقطعة إسفنج مبللة على جسم الطفل من أجل خفض الحرارة
- باراسيتامول الأطفال لتخفيف الحمى والحفاظ على راحة الطفل. استشيري دائماً طبيبك بشأن تعليمات الجرعات المتوجب تناولها.
وإذا كان يعاني أيضاً من نوبات الصرع والجفاف أو فقدان الوعي، فقد يلزم إدخاله إلى المستشفى.
بالإضافة إلى ذلك، سيعطي الطبيب لطفلك علاجا بالأدوية المضادة للملاريا. واعتماداً على نوع الملاريا الذي يعاني منها طفلك، وشدة أعراضها، قد يصف له الطبيب دواءً واحداً أو مجموعة من الأدوية.4
تأكدي من إعطاء طفلك كل العلاج بالجرعات الصحيحة. وسيبدأ طفلك في الشعور بتحسن كبير خلال بضعة أيام من بدء العلاج، ولكن من المهم جداً مواصلة العلاج حتى نهايته.
إذا كان طفلك مصاباً بالملاريا الحادة ويحتاج إلى العلاج في المستشفى، فقد يحصل على أدوية يتم إعطاؤها عن طريق التسريب (عبر الوريد) أو عن طريق الحقن. وفي بعض الأحيان، إذا تعذر إعطاء الدواء عن طريق الأوردة، يتم إعطاؤه إياه عن طريق المستقيم. قد يبقى الطفل المصاب بالملاريا مريضاً لمدة أسبوع حتى 10 أيام.
ما هي التأثيرات طويلة المدى للملاريا على طفلي؟
يلزم إجراء المزيد من الأبحاث، ولكن قد يكون للملاريا الحادة لدى الأطفال آثار طويلة المدى على النمو البدني والمعرفي للأطفال. وهذا يزيد من أهمية التصرف بسرعة إذا كنت تشكين في إصابة طفلك بالملاريا.4
كيف يمكنني تقليص خطر إصابة طفلي بالملاريا؟
بما أنّ البعوض يسبّب هذا المرض، فمن المهم إبقاء البعوض بعيداً. حاولي بالتالي جعل منزلك ومحيطك خاليين قدر الإمكان من أوساط تكاثر البعوض، مثل المياه الراكدة.
أزيلي إذًا الحاويات الفارغة أو أواني الزهور القديمة حيث يمكن للمياه أن تتجمع، خصوصاً في موسم الأمطار. وأضيفي بضع قطرات من زيت الكيروسين إلى أجهزة التبريد والمجاري المفتوحة والأحواض الصغيرة وغيرها من الأماكن التي يمكن أن تتجمع المياه فيها.
يمكنك اتباع تدابير وقائية أخرى:
- ألبسي طفلك ملابس فاتحة اللون. فالألوان الداكنة تجذب البعوض.
- ألبسيه ملابس طويلة الأكمام وتغطي الساقين لتجنب تعرض الجلد للدغات.
- ابقي بقدر الإمكان في مناطق مكيفة أو باردة. فالبعوض لا يتكاثر في درجات الحرارة الباردة.
- استخدمي طارد البعوض المناسب لعمر طفلك واتبعي الإرشادات الموجودة على الملصق.
- استخدمي الناموسيات أثناء النوم.
- استخدمي شبكات البعوض على أبواب ونوافذ منزلك.
- يمكنك أن تحاولي استخدام بعض الزيوت العطرية الطاردة للبعوض مثل عشبة الليمون، السترونيلا، النيم، اللافندر، والأوكالبتوس3. فهذه المواد تطرد البعوض حسبما يُعتقد، لكنها قد تكون أقل فعالية من المستحضرات الطاردة للبعوض التجارية، بالإضافة إلى أنّ مفعولها ليس طويل الأمد.
- التبخير المنتظم خصوصاً حول منزلك ومحيطك يمنع أيضاً تكاثر البعوض.
- ابقي طفلك بعيداً جداً عن السياجات النباتية والشجيرات عندما يكون في الحديقة. فغالباً ما يتواجد البعوض في هذه المناطق. احمي طفلك دائماً باستخدام طارد بعوض مناسب لعمره.6
وبفضل هذه التدابير الوقائية الفعالة، يمكن للوالدين بسهولة حماية طفلهما الصغير من الإصابة بمرض الملاريا الذي يهدد الحياة.
اللقاحات ضد الملاريا
RTS,S/AS01 (RTS,S) هو اللقاح الأول والوحيد حتى الآن الذي يقدم حماية جزئية ضد الملاريا للأطفال الصغار. وهو يعمل ضد المتصوّرة المنجلية، التي تعد أكثر طفيليات الملاريا فتكاً على مستوى العالم والأكثر انتشاراً في أفريقيا. من بين الأطفال الذين تلقوا 4 جرعات في تجارب سريرية واسعة النطاق، ساهم اللقاح في منع 4 من أصل 10 حالات من الملاريا على مدى 4 سنوات.1
وبالنظر إلى إمكانياتها في مجال الصحة العامة، قامت أكبر الهيئات الاستشارية التابعة لمنظمة الصحة العالمية المعنية بالملاريا وتعزيز المناعة بتقديم توصية مشتركة لإدخال اللقاح على مراحل في مناطق مختارة من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وبالتالي سيتم إدخال اللقاح في 3 بلدان بشكل تجريبي وهي غانا ومالاوي وكينيا، في العام 2019.
سيعالج هذا البرنامج التجريبي العديد من الأسئلة العالقة المتعلقة باستخدام اللقاح في إطار الحياة الفعلية. وسيكون من الضروري فهم أفضل السبل لتوفير الجرعات الأربعة المطلوبة من RTS,S، والدور المحتمل للقاح في الحد من وفيات الأطفال، والاستخدام الروتيني السليم.
فهذا البرنامج المنسق من قبل منظمة الصحة العالمية يقوم على جهود تعاونية مع وزارات الصحة في غانا وكينيا ومالاوي ومجموعة من الشركاء داخل البلد وعلى الصعيد الدولي، بما في ذلك PATH وهي منظمة غير ربحية، وGSK وهي مطوّرة اللقاح والشركة المصنعة.1
- منظمة الصحة العالمية. الملاريا. 2019. https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/malaria
- CDC. نبذة عن الأسئلة الشائعة حول الملاريا. مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. 2017. https://www.cdc.gov/malaria/about/faqs.html
- مايا م. ف.، مور س. ج. المستحضرات الطاردة للحشرات المحتوية على النباتات: نبذة عن فعاليتها وتطويرها واختبارها. مجلة الملاريا، 10 (ملحق 1)، س11. 2011.
- منظمة الصحة العالمية. الملاريا عند الرضع. 2018. منظمة الصحة العالمية: https://www.who.int/malaria/areas/high_risk_groups/infants/en/
قراءة متعمقة
تكون مناعة طفلك في مرحلة نمو سريع وعلى تحدٍ دائم مع بيئته المحيطة ودار الحضانة أو المدرسة، ولذلك من المهم التأكّد من حصوله على بداية صحيحة من خلال الدعم الغذائي المناسب.
الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تصيب الأنف والحلق والرئتين، ويمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة لدى الأطفال دون سن الخامسة.
جهة الاتصال غير متوفرة