تعرّفي على طفلك
الملخص
بعد المخاض المكثف ، تعتبر مقابلة المولود الجديد تجربة عاطفية. في نفس الوقت ، سوف تشعر بالراحة والفخر والذهول والتغلب على الألم. بفضل إفراز "هرمون الحب" ، سوف تنغمس في الحب من فروة رأسك إلى أصابع قدميك. تشرح هذه المقالة ما يمكن توقعه في الساعات الأولى بعد ولادة طفلك.
الحب من النظرة الأولى
تعد هذه اللحظات الأولى مع طفلك ثمينة ومغمورة بالعواطف. إذ تكون مفعمة بهرمونات وفيرة مصممة لتعزيز الترابط والرغبة في الحماية. وبعد لقاء مولودك الجديد، ستشعرين أنّ كل فترة حملك والإجهاد الذي عشته أثناء المخاض يستحقان كل العناء. ويُعد التلامس الجسدي بينك وبين طفلك طريقة رائعة لتوثيق علاقتك معه مباشرةً بعد الولادة، ولكن لا تقلقي، لا تشعر جميع الأمهات بهذا الرابط الفوري. سينمو حبك مع نمو طفلك.
اللمسة الأولى
في أقرب وقت ممكن بعد الولادة، سيضع الطبيب مولودك الجديد على صدرك1. وسيتيح لك هذا الاتصال الوثيق التحديق في عيني طفلك، ورؤية ملامحه، واحتضانه بكل نعومة للمرة الأولى. وتعد كل هذه الخطوات مهمة لتتعرفا على بعضكما. وبالإضافة إلى فوائده النفسية لك ولطفلك، فإنّ لهذا العناق الأول العديد من الفوائد الجسدية لطفلك. فهو يساعد على تنظيم درجة حرارة جسمه ومستوى السكر في دمه ومعدل التنفس لديه2، كما أنّ البكتيريا الموجودة على جلدك ستبدأ في تنشيط جهازه المناعي عن طريق السماح باستعمار بشرته بالبكتيريا النافعة3. ويعزز هذا الاتصال الأول أيضاً الرغبة الغريزية في الرضاعة الطبيعية.
الرضعة الأولى
بعد فترة وجيزة من الولادة، سيحاول طفلك العثور على ثديك للتغذية منه ويميل برأسه نحو رائحة حليبك وفتح فمه إذا لامس شيء ما شفاهه4. وقد يتطلب التقاط حلمة الثدي ومص الحليب مزيداً من التدريب، ولكن ستكون الممرضة موجودة إلى جانبك لمساعدتك.
أما الأيام القليلة الأولى من الرضاعة الطبيعية فهي الأكثر أهمية، حيث تنعكس على طفلك فوائد "اللبأ". هذه المادة الصفراء السميكة هي الحليب الأول الذي تنتجينه. توفر هذه المادة كل العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلك في شكل شديد التركيز. وباعتبار بطن طفلك بحجم كرة صغيرة تقريباً، فهو لا يحتاج إلا لعدد قليل من الملاعق الصغيرة في اليوم5، لكنّ هذا الحليب المذهل يوفر مجموعة من الفوائد:
- يشكل الغذاء المثالي باعتباره سهل الهضم ويحتوي على كافة البروتينات والدهون والفيتامينات التي يحتاجها طفلك
- ينقل لطفلك الأجسام المضادة والبكتيريا الجيدة ليبدأ جهازه المناعي بالنمو ولتنمو أمعاؤه بشكل سليم
- هو مليّن يساعد على تنظيف أمعاء طفلك من الفضلات6
ستساعدك الرضاعة الطبيعية "عند الطلب" على إنتاج كل كمية الحليب التي يحتاجها طفلك. كما أنّها تحفز الانقباضات وبالتالي تساعد على تقليص الرحم ومنع فقدان الدم المفرط. وليس من السهل دائماً الإرضاع بشكل صحيح من المرة الأولى، لذا تأكدي من الاستفادة من كل المساعدة التي يمكن أن تقدمها لك الممرضة في الأيام الأولى.
"يعد التلامس الجسدي بينك وبين طفلك طريقة رائعة لبدء توطيد علاقتك معه مباشرةً بعد الولادة"
الفحوصات الأولى
من المطمئن أن تعلمي أنّ خلال الـ 72 ساعة الأولى من حياة طفلك، يجب فحصه عن كثب للتأكد من أنّ صحته على ما يرام. ويُطلق على الفحص الأول الذي يتم إجراؤه في الدقائق القليلة الأولى من حياته فحص درجة مقياس أبغار. ويساعد هذا الفحص الممرضو أو الطبيب على تحديد ما إذا كان طفلك بحاجة إلى مساعدة طبية فورية من خلال تقييم أمور مثل لون البشرة ومعدل ضربات القلب والاستجابات. ولا يتم استخدامه كمؤشر للمشكلات الصحية على المدى الطويل. أما إذا كان طفلك بصحة جيدة، فلا داعي للقلق بشأن درجة منخفضة على مقياس أبغار.
وتشمل فحوصات ما بعد الولادة الأخرى صحة العين والأذنين والقلب والوركين والخصيتين للفتيان. ويتم فحص السمع عن طريق إصدار أصوات نقرات في أذن طفلك والاستماع إلى صدى الصوت. هذا الفحص غير مؤلم وغالباً ما يتم إجراؤه أثناء نوم الطفل. وسيخضع طفلك أيضاً لفحص "وخز كعب القدم" عندما يبلغ من العمر 5 إلى 8 أيام. هذا ويتم أخذ عينة الدم من كعب قدمه وفحصها للتأكد من عدم وجود اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي مثل مرض الفينيل كيتونيوريا (PKU) ونقص ديهيدروجينيز أسيل COA متوسط السلسة (MCADD) والتليف الكيسي وفقر الدم المنجلي وقصور الغدة الدرقية الخلقي.
كما تتم مراقبة الوزن بعناية. ورغم أنّ فقدان الطفل وزناً في الأسبوع الأول من عمره هو أمر طبيعي، سيقوم الزائر الصحي أو الممرضة بمراقبة وزنه للتأكد من أنّ كل شيء على ما يرام.
كيف سيبدو طفلي أو من سيشبه؟
قد تكونين متلهفة لمعرفة ما إذا كان طفلك يشبهك أو يشبه والده أو لديه أنف عمته الكبير، إلا أنّه في الواقع قد يبدو طفلك غريباً بعض الشيء في البداية. وسيبدو رأسه غير متناسق مع جسمه من حيث الحجم كما قد يميل لون يديه ورجليه إلى الأزرق الداكن أو البنفسجي إلى حين سريان الدورة الدموية. ويمكن للولادة أن تغيّر شكل رأسه مؤقتاً، وما إذا كان طفلك قد ولد قبل موعد الولادة المتوقع أو بعدها يمكن أن يؤثر أيضاً على مظهره. وأخيراً، يثبت المشبك البلاستيكي بقايا الحبل السري.
البشرة
تكون بشرة الأطفال المولودين قبل الأوان أكثر شفافية بقليل وعادةً ما تكون مغطاة بالفرنيكس، وهي مادة شمعية بيضاء اللون تساعد على حماية جلدهم في الرحم. أما الأطفال الذين يولدون في وقت لاحق، فتكون بشرتهم مغطاة بكمية أقل من الفرنيكس وأكثر جفافاً. ويمكن لحب الشباب عند الرضع المعروف أيضاً باسم "بقع الحليب" أن يظهر على بشرة طفلك في أي وقت. وباعتباره غير ضار على الإطلاق، يعود سبب ظهوره إلى هرموناتك وعادةً ما يختفي في غضون أسابيع قليلة.
الرأس
لا تكون عظام جمجمته مندمجة تماماً معاً لتسهيل مرور طفلك عبر قناة الرحم، لذلك قد يبدو رأسه ممدوداً بعد الولادة. ويملك رأس طفلك منطقتين لينتين أو ما يسمى باليافوخ: واحدة على شكل ألماسة تقع في الجزء الأمامي وأخرى أصغر تقع في الجزء الخلفي. ويكون اليافوخ مغطى بغشاء سميك وقائي وستندمج عظام الجمجمة معاً بين عمر سنة و18 شهراً.7.
الشعر
يولد الأطفال مع كافة أنواع تسريحات الشعر، من الخشن والسميك إلى الناعم والحريري. ومن المحتمل أن يتغير لون الشعر وسمكه خلال الأسابيع القليلة المقبلة أو حتى بعد عدة سنوات. كما أنّ من الطبيعي تماماً أن يتساقط الشعر الذي ولدوا به. وإذا ولد طفلك قبل أوانه، فقد يكون جسمه مغطى بالزعب، وهو الشعر الرقيق والناعم الذي يغطي جسمه في الرحم، أكثر مما لو ولد بعد موعد الولادة المتوقع.8.
العيون
على غرار شعره، قد يستغرق لون عيني طفلك بضعة أشهر قبل أن يثبت تماماً. ومن المثير للدهشة أنّ في البداية سيرى طفلك الأشياء بالأبيض والأسود الضبابي، ولن يميز الأشكال التي يتجاوز بعدها 20 سم. وبالتالي لن يلزمه أكثر من هذه المسافة ليتمكن من رؤية وجهك وأنت ترضعينه.
ولا داعي للقلق إذا لاحظت حولاً في عيني طفلك بين الحين والآخر. فذلك يجب أن يختفي من تلقاء نفسه في حوالي عمر 3 أشهر.7.
الوجه
قد يكون وجه طفلك متجعداً في البداية، لكنّه سرعان ما يرتخي وينعم.
الأعضاء التناسلية
قد تظهر أعضاء طفلك التناسلية منتفخة وحمراء اللون بسبب وفرة الهرمونات في جسمه. وفي كثير من الأحيان، تنزف الفتيات الصغيرات قليلاً أو يكون لديها إفرازات مهبلية بيضاء غائمة. وتتكون خصيتا الصبي في بطنه أثناء الحمل، قبل أن تنزلا إلى كيس الصفن عند نهاية الحمل. وبالنسبة لبعض الرضع الصبيان، يحدث ذلك بعد الولادة، ما قد يستغرق بين ثلاثة إلى ستة أشهر.9.
العناية بالحبل السري
قد تتفاجئين عندما تعلمين أنّ قطعة يصل طولها إلى 2-3 سم من الحبل السري تكون متبقية على بطن مولودك الجديد، غالباً ما يتم تثبيتها بمشبك بلاستيكي أو وصلة. وليس لهذه القطعة أي طرف عصبي، لذلك لا يشعر طفلك بشيء، وكل ما عليك فعله هو الحفاظ على نظافتها لمدة أسبوع أو ما يقارب ذلك إلى حين أن تسقط. لا تحاولي سحبها، دعيها تسقط بشكل طبيعي. وستقوم الممرضة أو الزائر الصحي بفحصها بانتظام لمعرفة ما إذا كانت مصابة بأي التهاب، ولكن لا تترددي في استشارتهم إذا كانت لديك أي مخاوف.
كيف تحملين مولودك الجديد
قد يكون رفع مولودك الجديد وحمله أمراً مخيفاً في البداية. فطفلك كائن صغير وثمين جداً. وما عليك تذكره أساسا هو إسناد رأس طفلك في كافة الأوقات. وبغض النظر عن ذلك، فالأمر منوط بإيجاد طريقة مريحة لكليكما. لماذا لا تجربين الوضعيات الشائعة للحمل؟10?
وضعية المهد: اسندي رقبة الطفل ورأسه وعموده الفقري على ذراعك مع يد مفتوحة في حين تسند اليد الأخرى مؤخرته.
على صدرك: ضعي صدره على صدرك بإحدى يديك لإسناد مؤخرة رأسه والأخرى تحت مؤخرته. أديري رأسه إلى جانب واحد حتى لا تعيقي تنفسه
وجهاً لوجه: احملي طفلك بوضعية يكون فيها مواجه لك مع ساقيه على بطنك. ضعي إحدى يديك تحت رأسه واليد الأخرى لإسناد مؤخرته. وتعتبر هذه الوضعية الأفضل للتفاعل معه.
على طريقة كرة الركبي: يكون الطفل ملتفا حول خصرك مع ساقيه ممتدتين خلفك. قرّبيه إليك باستخدام ذراع لإسناد ظهره ورقبته واليد المقابلة لإسناد رأسه.
على بطنه: يلتف صدره وبطنه على ذراعك، ويستند رأسه في ثنية كوعك واليد لإسناد فخذه.
الخطوات التالية
إذا كانت لديك أي استفسارات أو مخاوف بشأن مولودك الجديد أو صحتك ورفاهيتك، فلا تترددي في التحدث إلى ممرضتك.
من المهم أن تحصلي على قسط كافٍ من الراحة وتوطدي علاقتك مع طفلك في الأيام الأولى. واجعلي شريكك يهتم بالزوار حتى لا تشعري بالإرهاق.
من المحتمل أن تشعري بألم شديد في البداية، لذا اطلبي المساعدة عندما تحتاجينها ولا تجهدي نفسك. سيساعدك ذلك على التعافي بشكل أسرع.
الرضاعة الطبيعية هي أهم مهارة يمكنك إتقانها في الأيام الأولى. ويمكن لممرضتك منحك الكثير من النصائح حول التقنيات التي من شأنها تسهيل الرضاعة، استفيدي إلى أقصى حد من مساعدتها
- 1. هيئة الخدمات الصحية الوطنية. الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى: التلامس الجسدي بين الطفل والأم [على الإنترنت]. 2016. متوفرعلى: http://www.nhs.uk/Conditions/pregnancy-and-baby/Pages/breastfeeding-first-days.aspx#skin [تاريخ الدخول في مارس 2017]
- 2. فيليبس ر. التلامس الجسدي المتواصل بين الطفل والأم مباشرةً بعد الولادة. المراجعات بشأن رعاية حديثي الولادة والرضع 2013;13(2):67-72.
- 3. رومانو-كيلر ج.، ويتكامب ج.ه. تأثيرات الأم على الاستعمار جرثومي لدى الجنين وتطور المناعة. مجلة البحوث في مجال طب الأطفال 2015;77(0):189-95.
- 4. هيئة الخدمات الصحية الوطنية. الرضاعة الطبيعية: الوضعيات والتعلّق [على الإنترنت]. 2016. متوفر على: http://www.nhs.uk/Conditions/pregnancy-and-baby/Pages/breastfeeding-positioning-attachment.aspx [تاريخ الدخول في مارس 2017]
- 5. هيئة الخدمات الصحية الوطنية. الرضاعة الطبيعية: الأيام القليلة الأولى [على الإنترنت]. 2016. متوفر على: http://www.nhs.uk/Conditions/pregnancy-and-baby/Pages/breastfeeding-first-days.aspx [تاريخ الدخول في مارس 2017]
- 6. بالارد أو.، مورو أ.ل. تكوين حليب الأم: العناصر الغذائية والعوامل النشطة البيولوجية. مجلة عيادات الأطفال في أمريكا الشمالية 2013;60(1):49-74.
- 7. هيئة الخدمات الصحية الوطنية. التعرّف على مولودك الجديد [على الإنترنت]. 2015. متوفر على: http://www.nhs.uk/conditions/pregnancyand-baby/pages/your-baby-after-birth.aspx [تاريخ الدخول في مارس 2017]
- 8. هيئة الخدمات الصحية الوطنية. أنت وطفلك أثناء حملك بالأسابيع 37-40 [على الإنترنت]. 2015. متوفر على: http://www.nhs.uk/conditions/pregnancy-and-baby/pages/pregnancy-weeks-37-38-39-40.aspx [تاريخ الدخول في مارس 2017]
- 9. هيئة الخدمات الصحية الوطنية. خصيتان غير نازلتان [على الإنترنت]. 2015. متوفر على: http://www.nhs.uk/Conditions/undescendedtesticles/Pages/Introduction.aspx [تاريخ الدخول في مارس 2017]
- 10. هيئة الخدمات الصحية الوطنية. ما هي أفضل طريقة لحمل طفل حديث الولادة؟ [على الإنترنت]. 2014. متوفر على: http://www.nhs.uk/video/Pages/what-is-the-best-way-to-hold-a-newborn-baby.aspx [تاريخ الدخول في مارس 2017]
قراءة متعمقة
وكأم جديدة، يمكن أن يكون حمل رضيعك بين ذراعيك للمرة الأولى بمثابة تجربة مذهلة بينما تستمتعين بالشعور الذي لا يوصف لعناق هذا الكائن الصغير المستلقي عليك.
عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات تتعلق بالتغذية، حاولي التحدث عن كل هذه الخيارات مع شريكك والحصول على دعمه فيما يتعلق برغباتك حتى إذا تغيرت بعد الولادة.