مشاكل التغذية الشائعة لدى الرضع
قد تشعرين بالقلق بصفتك حديثة العهد بالأمومة إذا رأيت أنّ طفلك لا يتغذى على النحو المتوقع أو يبكي لفترات طويلة بسبب المغص. ومن الطبيعي أن تعتقدي أنّ هناك مشكلة ما، ولكن غالباً ما لا يكون الأمر بهذه الخطورة ويمكن معالجته بسرعة.
ويتناول هذا المقال المشاكل المحتملة التي قد تواجهينها أنت وطفلك أثناء إطعامه مثل المغص والتقيؤ والإسهال والحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام إلى جانب الأسباب المحتملة والحلول. ونأمل أن يساعدك هذا المقال في الوصول إلى أصل المشكلة حتى تتمكني أنت وطفلك من استعادة الهدوء والراحة أثناء إطعامه.
ورغم أنّ التغذية أمر طبيعي بالنسبة لنا، إلا أنّ طفلك قد يستغرق بعض الوقت للاعتياد على ذلك في البداية. تذكّري أنّ هذا كله جديد بالنسبة له. ومع ذلك، قد تكون هناك أحياناً أسباب طبية وراء مشاكل التغذية التي يمكن أن تؤثر على شهية طفلك أو الطريقة التي يمتص بها جسمه الطعام والعناصر الغذائية الحيوية.
وفي حين أنّ البكاء هو طريقة طفلك في إخبارك بأنه جائع، فإنّ البكاء بعد الأكل قد يعني أنّه يعاني من انتفاخ كما قد يكون البكاء لفترات طويلة ناتج عن المغص. وهناك مشكلة أخرى شائعة إلى حدٍ ما عند الرضع وهي الارتجاع. ولا داعي للقلق في معظم الحالات. ومع ذلك، فإنّ التقيؤ المنتظم وفقدان الوزن هي حالات أكثر خطورة تتطلب مساعدة طبيبك.
المغص
تشمل أعراض المغص الوجه المتوهج اللون والقبضات المشدودة والساقين المطويتين باتجاه الصدر مع نوبات تصل مدتها إلى ساعتين أو ثلاث ساعات من البكاء بصوت عالٍ وحاد في معظم أيام الأسبوع غالباً ما تكون خلال وقت مبكر من المساء. ويميل المغص إلى البدء في الأسابيع القليلة الأولى ولكنّه يختفي عادةً بحوالي عمر 3-4 أشهر. وتعد الإصابة بالمغص شائعة جداً، فواحد من أصل أربعة رضع يعاني منه. اتصلي بطبيبك إذا شككت أنّ طفلك مصاب بالمغص: سيكون قادراً على تشخيص حالته ومساعدتك في كيفية علاجها.
البكاء قبل الأكل
يبكي الطفل عادةً قبل الأكل ليخبرك ببساطة أنّه جائع. وتقول بعض الأمهات أنّ هذا النوع من البكاء يختلف بشكل ملحوظ عن الأنواع الأخرى من البكاء. ورغم أنّ كل أنواع البكاء قد تبدو متشابهة بالنسبة لك في الوقت الحالي، ستتمكنين قريباً من تحديد سبب بكاء طفلك.
البكاء بعد الأكل
إذا كان طفلك يبكي بعد الأكل، فمن المحتمل أن يكون مصاباً بالمغص أو الانتفاخ. قد يكون من المفيد مساعدة طفلك على التجشؤ بعد كل وجبة. وإذا استمرت المشكلة وما زال طفلك منزعجاً، بإمكان طبيبك إعطائك بعض النصائح.
الزيادة الطفيفة في الوزن
يفقد معظم الأطفال حديثي الولادة القليل من الوزن مباشرةً بعد الولادة، ولكن يجب أن يبدأ وزنهم في الزيادة إذا كانوا يتغذون بشكل صحيح. وبما أنّ معدة مولودك الجديد صغيرة جداً، سيحتاج في البداية إلى الأكل كل ساعتين إلى ثلاث ساعات. إلا أنّ جميع الأطفال مختلفون وليس هناك أي كمية أو معدل مثالي لزيادة الوزن. سيقوم طبيبك بمراقبة زيادة وزن طفلك وإذا كان هناك أي سبب يدعو للقلق فسيخبرك بذلك.
الارتجاع
الارتجاع والقلس مصطلحان يستخدمان للإشارة إلى القليل من الحليب الذي يرجعه الطفل من فمه بعد الأكل. ورغم أنّ هذا أمر طبيعي، فقد يكون طفلك مصابا بالارتجاع المعدي المريئي إذا كان يعاني من ارتجاع منتظم، أي أكثر من 4 مرات في اليوم، ويرجع كمية كبيرة من الحليب. طبيبك هو أفضل شخص يمكن التحدث إليه إذا كنت تشكين في أنّ طفلك يعاني من ارتجاع منتظم.
التقيؤ
نتحدث عن التقيؤ عندما يرجع الطفل كل ما تناوله. ويختلف التقيؤ عن الارتجاع الذي يتم برفق وبدون مجهود وعادةً ما يحدث مباشرةً بعد تناول الوجبة. أما التقيؤ فهو يحدث بعد فترة أطول من ذلك بقليل، ويكون أكثر قوة ووفرة، وغالباً ما تكون رائحته كريهة. أما إذا تجاوز عمر طفلك 6 أشهر وكانت حالات التقيؤ منعزلة دون أعراض أخرى، فإنّ إعطائه بعض الماء المغلي المبرد سيساعد على إعادة السوائل مجدداً إلى جسمه. وإذا لم تجاوز عمر طفلك 6 أشهر، فإنّ إرضاعه سيساعد على ترطيب جسمه. عليك الاتصال بطبيبك إذا كان طفلك يتقيأ بانتظام أو في حال حدوث ذلك بكميات كبيرة أو إذا لاحظت وجود دم في القيء أو إذا كان يعاني أيضاً من الإسهال أو إذا لم يتجاوز عمره 3 أشهر.
الإسهال
يحدث الإسهال عادةً إما بسبب بكتيريا أو مشكلة في التغذية. تحدثي إلى طبيبك إذا كان لديك أي مخاوف بهذا الشأن.
المشاكل الطبية
إذا كان طفلك يعاني من الزكام أو يشعر بالضعف لأي سبب آخر، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان شهيته مثلما يحصل معنا تماماً. على سبيل المثال، قد يعيق الأنف المسدود التنفس ويجعل طفلك ممتنعاً عن إغلاق فمه للرضاعة. إذا حدث ذلك، استشيري طبيبك حول الطرق التي قد تخفف من احتقان أنف طفلك بشكل آمن.
الحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام
يمكن أن تكون الحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام تفسيراً آخر لفقدان الوزن أو الصعوبة في التغذية، لذا من المفيد دائماً فحص طفلك من قبل طبيبك إذا كنت تشكين في وجود مشكلة ما.
قراءة متعمقة
يعد حليب الأم مهماً للدفاع عن طفلك ضد الالتهابات في حين أنّ جهازه المناعي لا يزال طور النمو.
عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات تتعلق بالتغذية، حاولي التحدث عن كل هذه الخيارات مع شريكك والحصول على دعمه فيما يتعلق برغباتك حتى إذا تغيرت بعد الولادة.